حالات التفشي حول العالم
حوادث التسمم بالميثانول المشتبه بها
تفيد التقارير بأن آلاف الأشخاص يعانون من التسمم بالميثانول كل عام. وفي حال عدم علاج الإصابات، فإن معدلات الوفاة تتراوح غالبًا بين 20% إلى 40%، بحسب تركيز الميثانول السام والكمية المُستهلكة. ولكن يُعتقد أن هذه الأرقام لا تعكس الوضع الحقيقي، فنظرًا إلى تحديات التشخيص وضعف الوعي العام، فإن العديد من الوفيات و”حالات التفشي” لا تُعتبر تسممًا بالميثانول. وتُظهر الإحصائيات أن قارة آسيا تضم أعلى معدل للتسمم بالميثانول على مستوى العالم، مع شيوع حالات التفشي في إندونيسيا والهند وكمبوديا وفيتنام والفلبين.
إندونيسيا
سجلت إندونيسيا في العقدين الماضيين أكبر عدد من حوادث التسمم بالميثانول المبلغ عنها في العالم، والتي غالبًا ما تتسبب بها الخمور المهربة، المعروفة محليًا باسم ميراس أوبلوسان (miras oplosan) أو أراك (Arak)، وهو مشروب محلي مخمر بشكل غير قانوني ومصنوع من قصب السكر وزهرة جوز الهند والأرز، ويمكن شراؤه من المحلات غير المرخّصة التي تبيع المشروبات الروحية. وعلى مر السنين، راح العديد من السياح الأجانب ضحايا للتسمم بالميثانول بعد تناول أراك مقطر بطريقة غير صحيحة واحتوى على الميثانول في جزر بالي ولومبوك وجيلي. وتزداد حالات التسمم بالميثانول بين السكان المحليين بسبب الانتشار الواسع لإنتاج الخمور غير المشروعة.
الهند
في الهند، يحدث التسمم بالميثانول في معظم الأحوال بسبب تناول الكحوليات المغشوشة أو غير المشروعة، والمستخلصة من خليط من قصب السكر والأمونيوم أو الأرز المخمر. يُنتج هذه المشروبات غير المشروعة أشخاص غير مصرح لهم ويبيعونها بأسعار رخيصة جدًا. ويُعتقد أن التكلفة المرتفعة للخمور الأجنبية المستوردة أو المصنوعة في الهند لا يتحملها 80% من سكان الهند، إذ تبلغ تكلفة 700 مل من الويسكي أو الرُم ما يصل إلى 400 روبية بينما تُباع الكحوليات غير المشروعة مقابل 25 إلى 30 روبية فقط لكل قارورة بلاستيكية. ولزيادة الربح، كثيرًا ما تُخلط الكحوليات غير المشروعة بالميثانول، وهو بديل أرخص بكثير للإيثانول. وفي بعض الحالات، تُضاف مواد أخرى مثل أوراق التبغ المجففة والبطاريات الجافة إلى الخليط الذي يُحضّر بشكل غير صحي أو نظيف مطلقًا. حدثت أحد أكثر حالات التسمم فتكًا في تاريخ الهند في مدينتي جولاغات وجورهات بولاية آسام في فبراير/شباط من عام 2019، إذ أُصيب أكثر من 500 شخص شربوا الكحول السام المهرب أو غير المشروع، وأفادت التقارير بوفاة ما لا يقل عن 168 شخصًا. وقعت الحادثة في مزارع الشاي وكان معظم الضحايا من عمال المزارع.
كمبوديا
يرتبط التسمم بالميثانول عادةً بتقطير مشروبات نبيذ الأرز في المنازل، وهو جزء من الثقافة الكمبودية منذ آلاف السنين. يتناول العديد من القرويين – ولا سيما الذين يعيشون في المناطق الريفية – خلطات نبيذ الأرز للاحتفال بالمهرجانات والمناسبات الروحية، ويستخدمونها في الأدوية ويشربونها بين الحين والآخر. ومع ذلك، وبسبب ارتفاع أسعار الحطب، تخلى العديد من صُنّاع نبيذ الأرز عن الطرق التقليدية لتخميره واستبدلوها بوسائل كيميائية عبر إضافة الميثانول. تشيع حالات التسمم الجماعي، خاصةً مع ضعف تطبيق معايير الصحة والسلامة في البلد. حدثت إحدى أكبر حالات التفشي في عام 2012، وتضمنت 49 حالة وفاة ودخول 318 شخصًا إلى المستشفيات.
فيتنام
تعد فيتنام أكبر مستهلك للكحول في منطقة رابطة أمم جنوب شرق آسيا، ويُقدّر أن 85% من الكحول في البلد منزلي الصنع، حيث أن جودته وسلامته، وعدم إنفاذ القانون على الممارسات المتزايدة لغش المشروبات الكحولية وتقليدها، أدت إلى انتشار التسمم بالميثانول في البلد.
الفلبين
هناك تعبير مشهور بالعامية وهو “جن بولاغ” (جن العمى)، والذي يعني العمى الناتج بسبب شرب الكثير من الجن. يعد الجن الممزوج بالميثانول – والمعروف باسم كحول الخشب أو “جن بولاغ” – سببًا شائعًا للتسمم بالميثانول في البلد. وعلى الرغم من ذلك، فإن الوعي بين كلٍ من المختصين في الرعاية الصحية والشعب متدنٍ بشكل عام. ولم يرد في العديد من المقالات المنشورة أي ذكر لعلاج التسمم بالميثانول أو ترياقه.